وكما بيّنت الآيات السابقة ثواب المؤمنين العاملين للصالحات ،فإنّ هذه الآيات تبيّن عاقبة أعمال الكافرين الضالين المتجرئين على الله ،فتقول: ( أولئك الذين حقّ عليهم القول في أُمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنّهم كانوا خاسرين ){[4394]} ،وأي خسارة أعظم من أنّهم خسروا كلّ رأس مال وجودهم إذا اشتروا به غضب الله عزَّ وجلَّ وسخطه .
ومن خلال المقارنة بين هذين الفريقينأصحاب النعيم وأصحاب الجحيمفي هذه الآيات نقف على هذه الأُمور:
إنّ أولئك يطوون مدارج رشدهم وكمالهم ،في حين أنّ هؤلاء فقدوا كلّ ما يملكون ،فهم خاسرون .
أُولئك يقدرون الجميل ويشكرونه حتى من أبويهم ،وهؤلاء منكرون للجميل معتدون لا أدب لهم حتى مع والديهم .
أُولئك مع المقربين إلى الله في الجنّة ،وهؤلاء مع الكافرين في النّار ،فكلّ منهم يلتحق بأمثاله ومن على شاكلته .
أُولئك يتوبون من الهفوات التي تصدر عنهم ،ويذعنون للحق ،أمّا هؤلاء فهم قوم طغاة عتاة متمردون ،أنانيّون ومتكبرون .
وممّا يستحق الإلتفات أنّ هؤلاء المعاندين يستندون في انحرافاتهم إلى وضع الأقوام الماضين وسيحشرون معهم إلى النّار أيضاً .
/خ19