وتضيف الآية التالية: ( طاعة وقول معروف ){[4477]} .
إنّ التعبير ب( قول معروف ) يمكن أن يكون في مقابل الكلمات الهزيلة المنكرة التي كان يتفوّه بها المنافقون بعد نزول آيات الجهاد ،فقد كانوا يقولون تارةً ( لا تنفروا في الحر ){[4478]} ،وأخرى: ( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلاّ غروراً ){[4479]} ،وثالثة كانوا يقولون: ( هلمّ إلينا ){[4480]} ،من أجل إضعاف المؤمنين وإعاقتهم عن التوجّه إلى ميدان الجهاد .
ولم يكونوا يكتفون بعدم ترغيب الناس في أمر الجهاد ،بل كانوا يبذلون قصارى جهودهم من أجل صدّهم عن الجهاد ،أو تثبيط معنوياتهم وعزائمهم على الأقل .
ثمّ تضيف الآية: ( فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم ) وسيرفع رؤوسهم في الدنيا ،ويمنحهم العزّة والفخر ،ويؤدّي إلى أن ينالوا الثواب الجزيل ،والأجر الكبير ،والفوز العظيم في الآخرة .
وجملة ( عزم الأمر ) تشير في الأساس إلى استحكام العمل ،إلاّ أنّ المراد منها هنا الجهاد ،بقرينة الآيات التي سبقتها والتي تليها .
/خ24