ومن أجل التأكيد على هذا الموضوع وإثبات أنّ ما يقوله هو من الله فإنّ القرآن يضيف قائلا: ( وما ينطق عن الهوى ) .
وهذا التعبير مشابه التعبير الاستدلالي الوارد في الآية آنفة الذكر في صدد نفي الضلالة والغواية عن النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأنّ أساس الضلال غالباً ما يكون من اتّباع الهوى .
ونقرأ في سورة ص الآية ( 26 ) منها: ( ولا تتبع الهوى فيضلّك عن سبيل الله ) .
كما ورد في حديث معروف عن النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعن أمير المؤمنين: «أمّا اتّباع الهوى فيصدّ عن الحقّ »{[4791]} .
ويعتقد بعض المفسّرين أنّ جملة ( ما ضلّ صاحبكم ) ناظره إلى نفي الجنون عن النّبي وجملة ( وما غوى ) ناظرة إلى نفي الشعر عنه لأنّه ورد في الآية ( 224 ) من سورة الشعراء قوله تعالى: ( والشعراء يتبعهم الغاوون ) ( أي الشعراء من أهل الدنيا ) وأمّا جملة ( وما ينطق عن الهوى ) فناظرة إلى نفي الكهانة ،لأنّ الكهنة أفراد يعبدون الهوى .