وبعد ذكر الأمور المتعلّقة بالربوبية والتدبير من قِبَل الله يتحدّث القرآن عن موضوع المعاد فيقول: ( وأنّ عليه النشأة الأخرى ) .
«النشأة »: معناها الإيجاد والتربية ،و «النشأة الأخرى » ليست شيئاً سوى القيامة !
والتعبير ب «عليه » من جهة أنّ الله لمّا خلق الناس وحمّلهم الوظائف والمسؤوليات وأعطاهم الحرية وكان بينهم المطيعون وغير المطيعون والظلمة والمظلومون ولم يبلغ أي من هؤلاء جزاءه النهائي في هذا العالم ،اقتضت حكمته أن تكون نشأة أخرى لتتحقّق العدالة .
أضف إلى ذلك فإنّ الحكيم لا يخلق هذا العالم الواسع لأيّام أو سنوات محدودة بما فيها من مسائل غير منسجمة ،فلابدّ أن يكون مقدّمة لحياة أوسع تكمن فيها قيمة هذا الخلق الواسع ،وبتعبير آخر إذا لم تكن هناك نشأة أخرى فإيجاد هذا العالم لا يبلغ هدفه النهائي !
وممّا ينبغي الالتفات إليه أنّ الله سبحانه جعل هذا الوعد لعباده وعداً محتوماً على نفسه ،وصدق كلام الله يوجب أن لا يخلف وعده .
/خ49