ثمّ يشير سبحانه إلى ثلاثة أنواع من العقوبات التي يواجهونها ،الهواء الحارق القاتل من جهة ( سموم ) والماء المغلي المهلك من جهة أخرى ( وحميم ) ،وظلّ الدخان الخانق الحارّ من جهة ثالثة ( وظلّ من يحموم ) هذه الألوان من العذاب تحاصرهم وتطوقهم وتسلب منهم الصبر والقدرة ...إنّها آلام وعذاب لا يطاق ،ولو لم يكن غيره من جزاء لكفاهم .
«سموم »: من مادّة ( سمّ ) بمعنى الهواء الحارق الذي يدخل في مسام الجلد فتهلكهم ،( ويقال للسمّ سمّاً لأنّه ينفذ في جميع خلايا الجسم ) .
و «حميم »: بمعنى الشيء الحارّ ،وهنا جاء بمعنى الماء الحارق والذي أشير له في آيات قرآنية سابقة كما في قوله تعالى ( يصبّ من فوق رؤوسهم الحميم ){[5002]} .
«يحموم »: من نفس المادّة أيضاً ،وهنا بمناسبة الظلّ فسّرت الكلمة بمعنى الظلّ الغليظ الأسود والحارّ .