ثمّ يقول تعالى: ( والذين كفروا وكذّبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير ) .
وهناك عاملان أساسيان للشقاء يذكرهما القرآن ،هما الكفر والتكذيب بالآيات الإلهية ،وهما النقيضان الواقعيان للإيمان والعمل الصالح .
والاختلاف الأوّل الذي تذكره الآية بين أهل الجنّة وأهل النار هو ذكره الغفران والعفو لأهل الجنّة بينما لم يذكر ذلك لأصحاب النار .
والاختلاف الآخر هو التأكيد على خلود أهل الجنّة في النعيم بقوله ( أبداً ) بينما اكتفى بالنسبة لأهل النار بذكر الخلود والبقاء فقط ،فقد يكون هذا الاختلاف للإشارة إلى أنّ الذين خلطوا الإيمان بالكفر سوف يخرجون من النار والعذاب آخر المطاف ،أو إشارة لغلبة رحمته على غضبه ،علماً أنّ بعض المفسّرين يعتقد أنّ عدم ذكر ( أبداً ) في الجملة الثانية كان نتيجة لذكرها في الجملة الأولى .