«حاجزين » جمع ( حاجز ) بمعنى المانع .
وقد يتساءل البعض قائلا: إذا كان الموت الفوري والهلاك الحتمي هو عقوبة كلّ من يكذب على الله سبحانه ،فهذا يستلزم هلاك جميع من يدّعي النبوّة كذباً وبسرعة ،وهذا ما لم يلاحظ في حياتنا العملية ،حيث بقي الكثير منهم لسنين طويلة .بل حتّى معتقداتهم الباطلة بقيت أيضاً فترة زمنية من بعدهم .
الجواب يتّضح جليّاً بالانتباه إلى ما يلي: وهو أنّ القرآن الكريم لم يقل بأنّ الله يهلك كلّ مدّع يدّعي النبوّة ..بل إنّه سبحانه خصّص هذه العقوبة لشخص الرّسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيما لو انحرف عن طريق الحقّ ،فسوف لن يهمل لحظة واحدة ،لأنّه يكون سبباً لضياع الرسالة وضلال الناس{[5431]} .
أمّا الأشخاص الذين يدّعون ادّعاءات باطلة ،وليس لديهم أي دليل عليها ،فليس هنالك ضرورة لأن يهلكهم الله فوراً ،لأنّ بطلان ادّعاءاتهم واضح لكلّ من يطلب الحقّ ،إلاّ أنّ الأمر يلتبس ويصعب حينما يكون الإدّعاء بالنبوّة مقترناً بأدلّة ومعاجز دامغة كما هو بالنسبة للنبي الإلهي ،فإنّ ذلك ممّا يؤدّي إلى الانحراف عن طريق الحقّ .
ومن هنا يتّضح بطلان ادّعاء بعض ( الفرق الضالّة ) لإثبات ما يقوله أسيادهم من خلال الاستشهاد بهذه الآية المباركة .فلو صحّ ذلك لكان ( مسيلمة الكذّاب ) وكلّ مدّع كاذب من أمثاله يستطيعون إثبات إدّعاءاتهم من خلال الاستدلال بهذه الآية أيضاً .
/خ52