ثمّ أضافوا: إنّ هدف هذا الرجل أن يخرجكم من وطنكم ( يريد أن يخرجكم من أرضكم ) .
يعني أنّه لا يهدف إلاّ استعماركم واستثماركم ،وإنّ الحكومة على الناس ،وغصب أراضي الآخرين ،وهذه الأعمال الخارقة للعادة وادعاء النّبوة كلّها لأجل الوصول إلى هذا الهدف .
ثمّ قالوا بعد ذلك: مع ملاحظة هذه الأوضاع فما هو رأيكم: ( فماذا تأمرون ) ؟
يعني أنّهم جلسوا يتشاورون في أمر موسى ،ويتبادلون الرأي فيما يجب عليهم اتّخاذه تجاهه ،لأنّ مادة «أمر » لا تعني دائماً الإِيجاب والفرض ،بلتأتيأيضاًبمعنى التشاور .
وهنا لابدّ من الالتفات إلى أنّ هذه الجملة وردت في سورة الشعراء الآية ( 35 ) أيضاً ،وذلك عن لسان فرعون ،حيث قال لملائه: فماذا تأمرون .وقد قلنا: إنّه لا منافاة بين هذين .
وقد احتمل بعض المفسّرينأيضاًأن تكون جملة «فماذا تأمرون » في الآية الحاضرة خطاباً وجهه ملأ فرعون وحاشيته إلى فرعون ،وصيغة الجمع إنما هي لرعاية التعظيم ،ولكن الاحتمال الأوّلوهو كون هذا الخطاب موجهاً من ملأ فرعون إلى الناسأقرب إلى النظر .