«قواريرا »: جمع ( قارورة ) ،وهي الوعاء البلّوري والزجاجي .والعجب في قوله: أوعية بلّورية مصنوعة من الفضة !والحال لا يوجد مثل هذا في عالم الدنيا ،والأوعية البلّورية إنّما تصنع من رمال خاصّة وذلك بعد إذابتها ،ولكنّ الله الذي جعل خاصيّة في الرمل تجعله يتحول إلى زجاج وبلّور لهو قادر أن يجعلها في معدن آخر كالفضة .
على كل حال فإنّ المستفاد من الآية إنّ هذه الأوعية والكؤوس تكون جامعة بين صفاء الزجاجة وشفافية البلوّر وبين بياض الفضة وجمالها ،ويكون الشراب فيه متجلياً ،والملاحظ أنّ هذا المعنى قد أشار إليه الإمام الصادق( عليه السلام )أيضاً إذ قال: «ينفذ البصر في فضة الجنّة كما ينفذ في الزجاج »{[5649]} .
وفي العصر الحديث تمّ اكتشاف أنواع من الأشعة ( مثل أشعة ايكس ) لها قابلية النفوذ الى باطن المواد والأجسام المعتمّة واستجلاء محتوياتها .
وعن ابن عباس قال: «إن لكل نعمة من نِعَمِ الجنان شبهٌ في الدنيا إلاّ أكواب الفضة إذ لا شبيه لها »{[5650]} .