/م5
التّفسير
جزاء الأبرار العظيم
أشارت الآيات السابقة الى العقوبات التي تنتظر الكافرين بعد تقسيمهم إلى جماعتين وهي «الشكور » و«الكفور » ،والآيات في هذا المقطع تتحدث المكافآت التي أنعم الله بها على الأبرار وتذكّر بأُمور ظريفة في هذا الباب .فيقول تعالى: ( إنّ الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً ) .
«الأبرار »: جمع ( بر ) وأصله الاتساع ،وأُطلق البر على الصحراء لاتساع مساحتها ،وتطلق هذه المفردة على الصالحين الذين تكون نتائج أعمالهم واسعة في المجتمع ،و«البِر » بكسر الباء هو الإحسان ،وقال بعض: إنّ الفرق بين البر والخير هو أنّ البر يراد به الإحسان مع التوجه والإرادة ،وأمّا الخير فإنّ له معنى أعمّ .
«كافور »: له معان متعددة في اللّغة ،وأحد معانيها المعروفة الرائحة الطيبة كالنبتة الطيبة الرائحة ،وله معنىً آخر مشهور هو الكافور الطبيعي ذو الرائحة القوية ويستعمل في الموارد الطبية كالتعقيم .
على كل حال فإنّ الآية تشير إلى أنّ هذا الشراب الطهور معطّر جدّاً فيلتذ به الإنسان من حيث الذوق والشم .
وذهب بعض المفسّرين الى أنّ «كافور » اسم لأحد عيون الجنّة .ولكن هذا التّفسير لا ينسجم مع عبارة «كان مزاجها كافوراً » .ومن جهة أُخرى يلاحظ أنّ «الكافور » من مادة «كفر » أي بمعنى «التغطية » ،ويعتقد بعض أرباب اللغة كالراغب في المفردات أنّ اختيار هذا الاسم هو أنّ فاكهة الشجرة التي يؤخذ منها الكافور مغطاة بالقشور والأغلفة .
وقيل: هو إشارة إلى شدّة بياضه وبرودته حيث يضرب به المثل ،والوجه الأوّل أنسب الوجوه ،لأنّه يعد مع المسك والعنبر في مرتبة واحدة ،وهما من أفضل العطور .
/خ6