ومن صفاته أيضاً: ( ذي قوّة عند ذي العرش مكين ){[5819]} .
«ذي العرش »: ذات اللّه المقدّسة .مع أنّ اللّه مالك كلّ عالم الوجود ،فقد وصف «بذي العرش » لما للعرش من أهمية بالغة على غيره ( سواء كان العرش بمعنى عالم ما وراء الطبيعة ،أو بمعنى مقام العلم المكنون ) .
أمّا وصفه ب «ذي قوّة » ( أي: صاحب قدرة ) ،لما للقدرة العظيمة والقوّة الفائقة من دور مهم وفعّال في عملية حمل وإبلاغ الرسالة ،وعموماً ...ينبغي لكل رسول أن يكون صاحب قدرة معينة تتناسب وحدود رسالته ،وعلى الأخص في مجال عدم نسيان ما يُرسل به .
«مكين »: صاحب منزلة ومكانة ،وبدون ذلك لا يتمكن الرسول من أداء رسالته على أتمّ وجه ،فلا من كونه شخصاً جليلا ،لائقاً ،ومقرباً للمرسل .
وممّا لا شك فيه إنّ التعبير ب «عند » لا يراد منه الحضور المكاني ،لأنّ الباري جل شأنه لا يحده مكان ،والمراد هو الحضور المقامي والقرب المعنوي .
/خ25