وينتقل المشهد الخامس إلى الوحوش: ( وإذا الوحوش حشرت ) .
فالحيوانات الوحشية التي تراها في الحالات العادية تبتعد الواحدة عن الأُخرى خوفاً من الافتراس والبطش ،ستراها وقد جمعت في محفل واحد ،وكلّ منهالا يلتفت إلى ما حوله لما سيطاب به من رهبة وأهوال ذلك اليوم الخطير ،وكأنّها تقصد من اجتماعها هذا التخفيف عن شدّة خوفها وفزعها !!
ونقول: إذا اضمحلت كلّ خصائص الوحشية للحيوانات غير الأليفة نتيجة لأهوال يوم القيامة ،فما سيكون مصير الإنسان حينئذ ؟!
ويعتقد كثير من المفسّرين بأنّ الآية تشير إلى حشر الحيوانات الوحشية في عرصة يوم القيامة لمحاسبتها على قدر ما تحمل من إدراك ،ويستدلون بالآية ( 38 ) من سورة الأنعام على ذلك ،والتي تقول: ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلاّ أمم أمثالكم ما فرّطنا في الكتاب من شيء ثمّ إلى ربّهم يحشرون ){[5811]} .
وما يمكننا قوله: إنّ الآية تتحدث عن علائم نهاية الدنيا المهولة ،وبداية عالم الآخرة ،وعليه ..فالتّفسير الأوّل أنسب .