ولزيادة التفصيل ،تقول الآية التالية: ( وما هم عنها بغائبين ) .
اعتبر كثير من المفسّرين كون الآية دليلاً على خلود الفجّار في العذاب ،وخلصوا إلى أنّ المراد ب «الفجّار » هم «الكفّار » ،لكون الخلود في العذاب يختص بهم دون غيرهم .
ف «الفجّار »: إذَن: هم الذين يشقون ستر التقوى والعفة بعدم إيمانهم وتكذبيهم بيوم الدين ،ولا يقصد بهمفي هذه الآياتاُولئك الذي يشقّون الستر المذكور بغلبة هوى النفس مع وجود حالة الإيمان عندهم .
وإتيان الآية بصيغة زمان الحال تأكيداً لما أشرنا إليه سابقاً ،من كون هؤلاء يعيشون جهنّم حتّى في حياتهم الدنيا ( الحالية ) أيضاً ...( وما هم عنها بغائبين ) ،فحياتهم بحدّ ذاتها جهنّماً ،وقبورهم حفرة من حفر النيران ( كما ورد في الحديث الشريف ) ،وعليه فجهنّم القبر والبرزخ وجهنّم الآخرة ...كلّها مهيأة لهم .
كما وتبيّن الآية أيضاً: إنّ عذاب أهل جهنّم عذاب دائم ليس له انقطاع ،ولا يغيب عنهم ولو للحظة واحدة .