وبعد ذكر القرآن لما يتمتع به أهل الجنّة من نعمة روحية ،يبيّن بعض النعم المادية في الجنّة: ( فيها عين جارية ) .
ظاهر كلمة «عين » في الآية ،إنّها عين واحدة بدليل مجيئها نكرة ،إلاّ أنّه بالرجوع إلى بقية الآيات في القرآن الكريم ،يتبيّن لنا إنّها للجنس ،فهي والحال هذه تشمل عيوناً مختلفة ،ومن قرائن ذلك ما جاء في الآية ( 15 ) من سورة الذاريات: ( إنّ المتقين في جنات وعيون ) .
وقيل: في كلّ قصر من قصور أهل الجنّة ،ثمّة «عين جارية » ،وهو المراد في الآية ،ومن ميزة تلك الأنهار أنّها تجري حسب رغبة أهل الجنّة ،فلا داعي معها لشقّ أرض أو وضع سد .
وينهل أهل الجنّة أشربة طاهرة ومتنوعة ،فتلك العيون وعلى ما لها من رونق وروعة ،فلكلّ منها شراب معين له مواصفاته الخاصّة به .