30- بيَّن - سبحانه - أنه هو الذي أحيا الإنسان ومكَّن له في الأرض ،ثم بيَّن بعد ذلك أصل تكوين الإنسان وما أودع فيه من علم الأشياء وذكره به ،فاذكر يا محمد نعمة أخرى من نعم ربك على الإنسان ،وهي أنه قال لملائكته: إني جاعل في الأرض من أُمكِّنه منها وأجعله صاحبَ سلطان فيها وهو آدم وذريته ،استخلفهم الله في عمارة الأرض .
واذكر قول الملائكة: أتجعل فيها من يفسد فيها بالمعاصي ،ومن يسفك الدماء بالعدوان والقتل لما في طبيعته من شهوات ،بينما نحن ننزهك عما لا يليق بعظمتك ،ونظهر ذكرك ونمجِّدك ؟فأجابهم ربهم: إني أعلم ما لم تعلموا من المصلحة في ذلك .