قوله تعالى ( صراط الذين أنعمت عليهم )
والذين انعم الله عليهم هم:الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون ، قال الله تعالى ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ){[320]} .
قوله تعالى ( غير المغضوب عليهم )
والمغضوب عليهم هم:اليهود . قال الله تعالى فيهم ( فباءوا بغضب على غضب ){[321]} . وقال أيضا ( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل ){[322]} .
وثبت ذلك أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قال الإمام أحمد:ثنا عبد الرزاق ، ثنا معمر ، عن بديل العقيلي ، أخبرني عبد الله بن شقيق أنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى وهو على فرسه فسأله رجل من بني القين فقال يا رسول الله:من هؤلاء ؟ قال:هؤلاء المغضوب عليهم وأشار إلى اليهود . قال:فمن هؤلاء ؟قال:هؤلاء الضالين يعني النصارى ، قال وجاءه رجل فقال:استشهد مولاك أو قال غلامك فلان قال:بل يجر إلى النار في عباءة غلها{[323]} . وأخرجه الطبري من طريق عبد الرزاق به وصححه أحمد شاكر{[324]} ، وذكر ابن كثير رواية ابن مردويه من طريق إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن أبي ذر مرفوعا مقتصرا على الشاهد{[325]} . وذكر الحافظ ابن حجر رواية ابن مردويه وحسن الإسناد{[326]} وأخرجه أحمد{[327]} والترمذي من طريق سماك بن حرب قال:سمعت عباد بن حبيش يحدث عن عدي ابن حاتم فذكره مرفوعا ومطولا ، وقال الترمذي:هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب{[328]} . وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق سماك أيضا به{[329]} . ولكن الطبري أخرجه من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عدي مقتصرا على الشاهد{[330]} .
قوله تعالى ( ولا الضالين )
والضالون:هم النصارى كما قال تعالى ( ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا عن سواء السبيل ){[331]} .
وهؤلاء هم النصارى كما صرح بذلك الطبري{[332]} وابن كثير{[333]} ، بل قال ابن كثير:وأخص أوصاف النصارى الضلال . وأيضا فإن السياق يدل على أنهم النصارى لأن الآيات التي قبلها صريحة في النصارى قال تعالى ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ...){[334]} . وثبت هذا التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المراد بالضالين هم:النصارى . كما تقدم من حديث أبي ذر وعدي بن حاتم ، وقال ابن أبي حاتم بعد أن ساق حديث عدي: ولا أعلم بين المفسرين في هذا الحرف اختلافا{[335]} . وقال أبو الليث السمرقندي:وقد أجمع المفسرون أن المغضوب عليهم أراد به اليهود ، والضالين أراد به النصارى{[336]} .