قوله تعالى:{صراط الذين أنعمت عليهم} [ الفاتحة: 7] .كرّر"الصراط "لأنه المكان المهيّأ للسّلوك ،فذكر في الأول المكان دون السّالك ،فأعاده مع ذكره بقوله:{صراط الذين أنعمت عليهم} الخ ...المصرَّح فيه بما يخرج"اليهود "وهم المغضوب عليهم ،و "النصارى "وهم الضالون .
فإن قلتَ: المراد"بالصراط المستقيم "الإسلام ،أو القرآن ،أو طريق الجنة كما قيل ..والمؤمنون مهتدون إلى ذلك ،فما معنى طلب الهداية له ،إذ فيه تحصيل الحاصل ؟
قلتُ: معناه ثبّتنا وأدمنا عليه مع الاستقامة كما في قوله{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ} ({[5]} ) [ النساء: 136] .
فإن قلتَ: ما فائدة دخول"لا "في قوله{ولا الضّالين} [ الفاتحة: 7] مع أن الكلام بدونها كاف في المقصود ؟
قلتُ: فائدته توكيد النفي المفاد من"غير ".