قوله تعالى{حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجّي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين}
قال البخاري: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ،حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت له وهو يسألها عن قول الله تعالى{حتى إذا استيأس الرسل} قال قلت أكذبوا أم كذّبوا ؟قالت عائشة: كذّبوا .قلتُ: فقد استيقنوا أنّ قومهم كذّبوهم ،فما هو بالظن .قالت أجل لعمري ،لقد استيقنوا بذلك .فقلتُ لها: وظنوا أنهم قد كُذبوا ؟قالت: معاذ الله ،لم تكن الرسل تظن ذلك بربها .قلتُ فما هذه الآية ؟قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدّقوهم ،فطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر ،حتى إذا استيأس الرسل ممن كذّبهم من قومهم ،وظنّت الرسل أن أتباعهم قد كذّبوهم ،جاءهم نصر الله عند ذلك .
( صحيح البخاري 8/217-218ك التفسير-سورة يوسف ،ب ( الآية ) ح/4695 ) .
أخرج الطبري بسنده عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله:{حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم كذبوا} يعني: أيس الرسل من أن يتبعهم قومهم وظن قومهم أن الرسل قد كذبوا ،فينصر الله الرسل ،ويبعث العذاب .