قوله تعالى{تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا}
قال ابن كثير: وقوله:{وإن من شيء إلا يسبح بحمده} أي وما من شيء من المخلوقات إلا يسبح بحمد الله{ولكن لا تفقهون تسبيحهم} أي لا تفقهون تسبيحهم أيها الناس لأنها بخلاف لغتكم ،وهذا عام في النبات والجماد والحيوانات وهذا أشهر القولين كما ثبت في صحيح البخاري عن ابن مسعود أنه قال كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل .
( صحيح البخاري-المناقب ،ب علامات النبوة ح3579 ) .
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى:{وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم} قال كل شيء فيه الروح يسبح من شجرة أو شيء فيه الروح .
وأخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة:{أنه كان حليما} عن خلقه فلا يعجل كعجلة بعضهم على بعض{غفورا} لهم إذا تابوا .
قال الإمام أحمد: ثنا وهب بن جرير ،ثنا أبي سمعت الصقعب بن زهير يحدث عن زيد بن أسلم ،عن عطاء بن يسار ،عن عبد الله بن عمرو قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي عليه جبة من طيالسة مكفوفة بديباج -أو مزررة بديباج- فقال: إن صاحبكم هذا يريد أن يرفع كل راع ابن راع ويضع كل رأس ابن رأس فقام إليه النبي صلى الله عليه وسلم مغضبا فأخذ بمجامع جبته فاجتذبه فقال: لا أرى عليك ثياب من لا يعقل ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس فقال: إن نوحا عليه السلام لما حضرته الوفاة دعا ابنيه فقال إني قاص عليكما الوصية آمركما باثنتين وأنهاكما عن اثنتين أنهاكما عن الشرك بالله والكبر وآمركما بلا إله إلا الله فإن السماوات والأرض وما بينهما لوضعت كفة الميزان ووضعت لا إله إلا الله في الكفة الأخرى كانت أرجح ولو أن السموات والأرض كانتا حلقة فوضعت لا إله إلا الله عليهما لفصمتهما أو لقصمتهما وآمركما بسبحان الله وبحمده فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق كل شيء .
( المسند2/225 ) ،ورجاله ثقات إلا والد وهب وهو جرير بن حازم الأزدي ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف ،وله أوهام إذا حدث من حفظه ولكنه توبع حيث رواه الإمام أحمد من طريق حماد بن زيد عن الصقعب به وأطول( المسند2/169 ، 170 ) ،فسنده صحيح وصححه ابن كثير( البداية1/119 )وقال الهيثمي: ورجال أحمد ثقات( مجمع الزوائد4/219-220 ) وصححه محققو مسند أحمد بإشراف أ . د عبد الله التركي( 11/150ح6583 ) .وأخرجه الحاكم من طريق الصقعب به ،وصححه ،ووافقه الذهبي( المستدرك1/48-49 ) .