قوله تعالى{ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم}
انظر الآية السابقة .
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية{لئلا يكون للناس عليكم حجة}يعني به أهل الكتاب حين قالوا صرف محمد صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة ، وقالوا اشتاق الرجل إلى بيت أبيه ودين قومه ، وكان حجتهم على النبي صلى الله عليه وسلم عند انصرافه إلى البيت الحرام ، أن قالوا سيرجع إلى ديننا كما رجع إلى قبلتنا .
وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى{لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم}قال:هم مشركوا العرب . قالوا-حين صرفت القبلة إلى الكعبة-:قد رجع إلى قبلتكم فيوشك أن يرجع إلى دينكم . قال الله تعالى{فلا تخشوا الناس واخشوني} .
ورجاله ثقات وإسناده صحيح .
أخرج ابن أبي حاتم بسنده عن أبي العالية قوله{إلا الذين ظلموا منهم}يعني:مشركي قريش ، يقول انهم سيحتجون عليكم بذاك .
وأخرجه الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد{إلا الذين ظلموا منهم}قوم محمد صلى الله عليه وسلم . قال مجاهد:حجتهم ، قولهم:قد راجعت قبلتنا .
قوله تعالى{ولأتم عليكم نعمتي ولعلكم تهتدون}
لقد أنجز الله وعده وأتم شرائع الدين كما قال تعالى{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي}المائدة:3 .