قوله تعالى:{لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [ البقرة: 150] .
إن قلتَ: كيف يكون للظالمين من اليهود حجّة على المؤمنين ؟
قلتُ: حجّتهم قولهم: ما تحوّل محمد عن الكعبة ،إلا أنه بدا له الرجوع إلى قبلة آبائه ،ويوشك أن يرجع إلى دينهم({[57]} )!!
وهذا باطل ،وإنما سمي حجّة كقوله:{حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ} [ الشورى: 16] لشبهه لها صورة ،فالمعنى إلا أن يقولوا ظلما وباطلا ،كقولك لرجل: ما لك عندي حقّ إلا أن تظلم أي إلا أن تقول الباطل .
قوله تعالى:{وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ} [ البقرة: 150] عطف على قوله:{لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ} .