قوله تعالى{أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وانتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم}
أخرج البخاري بسنده عن البراء رضي الله عنه قال:كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل ان يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي ، وإن قيس بن الأنصاري كان صائما فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها: "أعندك طعام ؟"قالت:لا ولكن انطلق فأطلب لك، وكان يومه يعمل فغلبته عيناه فجاءته امرأته فلما رأته قالت:خيبة لك، فلما انتصف النهار غشي عليه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية{أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}ففرحوا بها فرحا شديدا ، ونزلت وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} .
( الصحيح-الصوم-باب 15-ح1915 ) .
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسند صحيح عن ابن عباس{الرفث}:الجماع .
أخرج الطبري وابن أبي حاتم والحاكم بسند صحيح عن ابن عباس{هن لباس لكم وانتم لباس لهن}قال:هن سكن لكم وانتم سكن لهن .
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي( المستدرك2/275 ) .
أخرج البخاري بسنده عن البراء رضي الله عنه: "لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله ، وكان الرجال يخونون أنفسهم فأنزل الله:{علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم} .
( الصحيح-تفسير سورة البقرة-باب 27 ح4508 ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس:في قوله تعالى ذكره:{أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} ، وذلك ان المسلمين كانوا في شهر رمضان إذا صلوا العشاء حرم عليهم النساء والطعام إلى مثلها من القابلة . ثم إن ناسا من المسلمين أصابوا الطعام والنساء في رمضان بعد العشاء منهم عمر بن الخطاب ، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله:{علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن} يعني:انكحوهن ،{وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} .
قال مسلم:حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر . قال ابن أيوب:حدثنا إسماعيل بن جعفر . أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن( وهو ابن معمر بن حزم النصارى ابو طوالة )أن أبا يونس مولى عائشة اخبره عن عائشة رضي الله عنها ؛ ان رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه ، وهي تسمع من وراء الباب ، فقال:يا رسول الله . تدركني الصلاة وأنا جنب . أفأ صوم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب ، فأصوم "فقال:لست مثلنا . يا رسول الله . قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر . فقال: "والله . إني لأرجو ان أكون أخشاكم لله ، وأعلمكم بما أتقى ".
( الصحيح2/781 ح1110 –ك الصيام ،ب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب ) .
فيه بيان جواز الجماع ليلة الصيام حتى يتبين الصبح كالأكل والشرب .
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال:المباشرة:هو الجماع ولكن الله يكني .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن قتادة ومجاهد{وابتغوا ما كتب الله لكم}قال: الولد .
وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة{وابتغوا ما كتب الله لكم}قال:الرخصة التي كتبت لكم .
قوله تعالى{وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ...}
قال البخاري:حدثنا آدم بن أبي إياس ، حدثنا شعبة حدثنا عبد العزيز بن صهيب قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "تسحروا ، فإن في السحور بركة ".
( الصحيح4/139 ح1923-كتاب الصيام ، باب بركة السحور من غير إيجاب )وأخرجه مسلم( 2/770 ح1095 ) .
أخرج البخاري بسنده عن سهل بن قال:أنزلت{وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}ولم ينزل{من الفجر}وكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود ، ولا يزال يأكل حتى يتبين له رؤيتهما ، فأنزل الله بعده{من الفجر}فعلموا انما يعني:الليل من النهار .
( الصحيح-تفسير سورة البقرة ،ب28 ح4511 ) .
قال الترمذي:حدثنا هناد . حدثنا ملازم بن عمرو . حدثني عبد الله بن النعمان عن قيس بن طلق . حدثني أبي طلق بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كلوا واشربوا ولا يهيدنكم الساطع المصعد وكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر ".
( جامع الترمذي 3/304ح2348 )واحمد في مسنده( 4/23 )والطبراني في الكبير( 8/403-404ح8257 )وابن خزيمة في صحيحه( 3/211ح1930 ) ، والدارقطني في سننه( 2/166ح7 )كلهم من طريق عبد الله بن النعمان به . وعند الدارقطني والطبراني قصة وقعت بين عبد الله بن النعمان وقيس بن طلق ، وهو عند احمد مختصر بلفظ: "ليس الفجر المستطيل في الأفق ، ولكنه المعترض الحمر ". قال الترمذي:حديث حسن غريب من هذا الوجه . وغمزه الدارقطني بقيس بن طلق ، وتوقف ابن خزيمة في صحته لعدم معرفته عبد الله بن النعمان بعدالة ولا جرح . وقد رد الشيخ الألباني ذلك فقال عن قيس بن طلق:وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان ، ووهاه أبو حاتم ، وقال الحافظ:صدوق . قال:فمثله حسن الحديث إن شاء الله تعالى إن لم يخالف . ثم رأيت الذهبي قد ذكر عن ابن القطان انه قال:يقتضي ان يكون خبره حسنا لا صحيحا . فالحمد لله على توقيفه( الصحيحة5/50-51 ) . وأما عبد الله بن النعمان ، فقال:وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان ، وقد روى عنه ثقتان ... فحاله قريب من حال شيخه قيس بن طلق ، ولكنه قد توبع ، فقال عبد الله بن بدر السحيمي:حدثني جدي قيس بن طلق به ، أخرجه الطحاوي( 1/325 ) . وجملة القول:أن الحديث حسن . وله شاهد من حيث سمرة بن جندب مرفوعا نحوه ... ( الصحيحة5/51 ) . وقال في حاشية ابن خزيمة:إسناده حسن .
أخرج البخاري( الصحيح-الصوم- باب16 ح1916 )ومسلم( الصحيح-الصيام-ح1090 )عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال:لما نزلت{حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتهما تحت وسادي ، فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي ، فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال: "إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار ".
أخرج الطبري وأحمد{المسند5/405 )بسند صحيح عن أبي هريرة مرفوعا: "إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه ".
وقوله تعالى{ثم أتموا الصيام إلى الليل}
أخرج البخاري:حدثنا عبد الله بن يوسف ، أخبرنا مالك ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ".
( الصحيح 4/198 ح1957- ك الصيام ،ب يفطر بما تيسر من الماء أو غيره ) ، وأخرجه مسلم ( 2/771 ح1098 ) .
أخرج البخاري بسنده عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا ، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم ".
( الصحيح-الصوم ،ب 43ح 1954 ) .
قوله تعالى{ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد}
قال البخاري:حدثنا قتيبة حدثنا ليث عن ابن شهاب عن عروة وعمرة بنت عبد الرحمن ان عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "وإن كان رسول الله صلة الله عليه وسلم ليدخل رأسه وهو في المسجد فأرجله ،وكان لا يدخل البيت إلا الحاجة إذا كان معتكفا ".
( الصحيح 4/273 ح 2029- ك الصيام ،ب لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان ) . وأخرجه مسلم( 1/244ح297 ) .
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله:{ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد}في رمضان أو في غير رمضان ،فحرم الله ان ينكح النساء ليلا ونهارا حتى يقضي اعتكافه .
قوله تعالى{تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون}
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس{تلك حدود الله} يعني:طاعة الله .
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن مجاهد{لعلهم يتقون}قال:يطيعون .