قوله تعالى{والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما} إلى قوله{إلا من تاب وآمن ...}
قال البخاري: حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان ،قال: حدثني منصور وسليمان عن أبي وائل عن أبي ميسرة عن عبد الله رضي الله عنه قال: سألت -أو سئل- رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب عند الله أكبر ؟قال:"أن تجعل لله ندا وهو خلقك ".
قلت ثم أيّ ؟قال:"ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك "،قلت: ثم أيّ ؟قال:"أن تُزاني بحليلة جارك "قال: ونزلت هذه الآية تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم{والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ،ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون}
( صحيح البخاري 8/350-351ح4761-ك التفسير-سورة الفرقان ،ب الآية ) .
قال البخاري: حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف أنّ ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني القاسم بن أبي بزّة أنه سأل سعيد بن جبير: هل لمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة ؟فقرأت عليه{ولا يقتلون النفس التي حرّم الله إلا بالحق} فقال سعيد: قرأتها على ابن عباس كما قرأتها عليّ فقال: هذه مكية نسختها آية مدنية التي في سورة النساء .
( صحيح البخاري 8-350-351ح4761-ك التفسير-سورة الفرقان ،ب الآية ) .
قال البخاري: حدثنا آدم ،حدثنا شعبة ،حدثنا منصور عن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله تعالى{فجزاؤه جهنم} قال: لا توبة له .وعن قوله جلّ ذكره{لا يدعون مع الله إلها آخر} قال: كانت هذه في الجاهلية .
( صحيح البخاري 8-350-351 ح4764- ك التفسير-سورة الفرقان ،ب الآية ) .
قال مسلم: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون ،وإبراهيم بن دينار ( واللفظ لإبراهيم ) .قالا: حدثنا حجاج ( وهو ابن محمد ) عن ابن جريج ،قال: أخبرني يعلى بن مسلم ،أنه سمع سعيد بم جبير يُحدث عن ابن عباس ،أن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا وزنوا فأكثروا .ثم أتوا محمدا صلى الله عليه وسلم .فقالوا: إن الذي تقول وتدعو لحسن .ولو تخبرنا أن لما عملنا كفارة !فنزل{والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما} ونزل{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} .
( صحيح مسلم1/113 ح193-ك الإيمان ،ب كون الإسلام يهدم ما قبله ..) .
قال مسلم: حدثني هارون بن عبد الله ،حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم الليثي ،حدثنا معاوية ( يعني شيبان ) عن منصور بن المعتمر ،عن سعيد بن جبير ،عن ابن عباس ،قال: نزلت هذه الآية بمكة{والذين لا يدعون مع الله إلها آخر} إلى قوله{مُهانا} .فقال المشركون: وما يغني عنّا الإسلام وقد عدلنا بالله وقد قتلنا النفس التي حرم الله وأتينا الفواحش ؟فأنزل الله عز وجل:{إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا} إلى آخر الآية .قال: فأما من دخل في الإسلام وعَقَلَهُ .ثم قتل فلا توبة له .
( صحيح مسلم4/2318-ك التفسير ) .
قال البخاري: حدثنا عبدان ،أخبرنا أُبيّ ،عن شعبة ،عن منصور ،عن سعيد بن جبير قال: أمرني عبد الرحمن بن أبزى أن أسأل ابن عباس عن هاتين الآيتين{ومن يقتل مؤمنا متعمدا} فسألته فقال: لم ينسخها شيء .وعن{والذين لا يدعون مع الله إلها آخر} قال: نزلت في أهل الشرك .
( صحيح البخاري 8/354 ح4766-ك التفسير-سورة الفرقان ،ب{إلا من تاب وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ...} ) .
قال النسائي: أخبرني محمد بن بشار عن عبد الوهاب قال: حدثنا محمد ابن عمرو عن موسى بن عقبة عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد عن زيد في قوله{ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم} قال: نزلت هذه الآية بعد التي في تبارك الفرقان بثمانية أشهر{والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق} .
( السنن87/7ح695-ك تحريم الدم ،ب تعظيم الدم ) ،والطبري ( التفسير5/220 ) ،والطبراني ( المعجم الكبير5/136 ) من طرق عن محمد بن عمرو به ،وعند جميعهم: ( بستة أشهر ) ،بدل ( الثمانية ) .وقد أخرج النسائي رواية ( الستة أشهر ) أيضا ،لكن وقع في سندها: محمد بن عمرو عن أبي الزناد ،بإسقاط ( موسى بن عقبة ) .قال الألباني في الروايتين: حسن صحيح ...ولفظ ( بستة أشهر ) أصح .( صحيح سنن النسائي ح3742 ) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله{يلق أثاما} قال: واديا في جهنم .
وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وسنده الصحيح ،وأخرجه ابن أبي حاتم بسند حسن عن عكرمة .