/م63
المفردات:
لا يدعون: لا يشركون .
الآثام: الإثم ،والمراد: جزاؤه .
التفسير:
68-{والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما} .
من صفة عباد الرحمان أنهم أخلصوا عقيدتهم لله تعالى ،فعبدوه حق العبادة ،ولم يشركوا معه إلها آخر في عبادتهم ،أي: لم يعبدوا صنما ولا وثنا ولا مالا ولا ملكا ،ولا مظهرا ولا هوى ،بل أخلصوا العبادة لله وحده .وهم لا يقتلون إلا بالحق ،أي: قصاصا أو معاقبة ،وفي الحديث: ( لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: زنا بعد إحصان ،والنفس بالنفس ،ومن بدل دينه فاقتلوه )28 .
إن الإسلام شجع على الأمن والأمان ،وحارب العدوان وقتل الآخرين بدون وجه حق ،فالإنسان بنيان الله ،ملعون من هدم بنيان الله .
{ولا يزنون}
فقد شجع الإسلام الزواج وأمر بالعفة والاستقامة ،وحرم الله الزنا ،وحرم النظر إلى المرأة الأجنبية بشهوة وحارب السُّعار بين الذكران والإناث ،ونمّى العفة والاستقامة والبعد عن الزنا واللواط والسحاق .
{ومن يفعل ذلك يلق أثاما}
من يقترف الشرك أو القتل أو الزنا ،يجد عقوبة عادلة في جهنم .
قال عبد الله بن عمر: أثاما ،واد في جهنم .
وقال عكرمة: يلق أثاما ،نكالا ،كنا نحدث أنه واد في جهنم ،وقد ذكر لنا أن لقمان كان يقول لابنه: يا بني ،إياك والزنا ،فإن أوله مخافة ،وآخره ندامة .