{وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهَا آخَرَ} فلا يؤمنون بإله آخر مع الله ولا يشركون به أحداً ،ولا يقدّمون فروض العبادة لغيره في جانب الشرك في العبادة ،ولا يرفعون أكفّهم بالدعاء إلاّ له ،ليقضي لهم حاجاتهم ،وييسِّر أمورهم ،ويخفّف آلامهم ،فهو وحده الإِله الذي يُعبد ،وهو وحده الإِله الذي يُدعى في قضاء الحاجات ،وحلّ المشكلات .
{وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ} الذي قرره الله في الشريعة ،ما يوحي بأن الأصل في الإسلام هو احترام النفس وعدم جواز إزهاقها إلاّ في الحالات التي وردت الرخصة فيها في الكتاب والسنة ،بحيث تكون إباحة الدم استثناءً على القاعدة .
{وَلاَ يَزْنُونَ} فالزنى هو مسألة انحرافٍ عمليٍّ وخلقيٍّ عن خط الاستقامة الذي حدده الله للإنسان في العلاقات الجنسية القائمة على مبدأ الزوجية بين الرجل والمرأة وفق ما أراده الله من التوازن في النظام الاجتماعي ،من هنا كان الزنى تجاوزاً لحدود الله ،وتمرّداً على شريعته ،{وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثَاماً} وهو نتيجة الخطيئة ،وهو الجزاء بالعذاب الذي يلقاه يوم القيامة ،وربما يراد به غضب الله الذي يستلزم الخطيئة ،إذ توحي الكلمة بمعنى الحرام الملازم لسخط الله ،وقد يكون هذا أقرب ،باعتبار أن المعنى الأول مذكور في الآية التالية:{يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً} بما يمثله العذاب من إهانةٍ واحتقار .