قوله تعالى{ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون} .
قال ابن كثير: يقول تعالى مخبرا عن جهل المشركين في استعجالهم عذاب الله أن يقع بهم ،وبأس الله أن يحل عليهم ،كما قال تعالى{وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} وقال هاهنا{ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب} أي: لولا ما حتم الله من تأخير العذاب إلى يم القيامة لجاءهم العذاب قريبا سريعا كما استعجلوه ...{يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم} كقوله تعالى{لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش} وقال{لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل} وقال{لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفرون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم} فالنار تغشاهم من سائر جهاتهم ،وهذا أبلغ في العذاب الحسي .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة{يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم}: أي في النار .