قوله تعالى{هو الذي انزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هن ام الكتاب وأخر متشابهات}إلى قوله{أولوا الألباب}
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: المحكمات:ناسخه ،وحلاله ، وحرامه ، وحدوده وفرائضه وما يؤمن به ويعمل به{وأخر متشابهات} والمتشابهات:منسوخه ، ومقدمه ومؤخره ، وأمثاله وأقسامه ، وما يؤمن به ولا يعمل به .
قال ومسلم:حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب ، حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة قالت:تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم "{هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب وأخر متشابهات ، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ، وما يعلم تأويله إلا الله . والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ، وما يذكر إلا أولوا الألباب} ". قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه ، فأولئك الذين سمى الله ، فاحذروهم ".
( صحيح مسلم4/2053 ح 2665-ك العلم ،ب النهي عن إتباع متشابه القرآن )واللفظ له ،( وصحيح البخاري8/209 ح4547-ك التفسير- سورة آل عمران ) .
قال البخاري:حدثنا أبو معمر قال:حدثنا عبد الوارث قال:حدثنا خالد عن عكرمة ، عن ابن عباس قال:ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "اللهم علمه الكتاب ".
( الصحيح 1/169 ح75 ) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن قتادة{المحكمات}:الناسخ الذي يعمل به ، ما احل الله فيه حلاله وحرم فيه حرامه وأما{المتشابهات}:فالمنسوخ الذي لا يعمل به ويؤمن به .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله{منه آيات محكمات}ما فيه من الحلال والحرام ، وما سوى ذلك فهو{متشابه} ، يصدق بعضه بعضا وهو مثل قوله{وما يضل به إلا الفاسقين}سورة البقرة26 ، ومثل قوله{كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون}سورة النعام125 ، ومثل قوله تعالى{والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم}سورة محمد 17 .
قوله تعالى{فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء تأويله}
قال عبد الرزاق:أخبرنا معمر عن الزهري عن عمرو بن شعيب عن أبي عن جده ، قال:سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوما يتدارؤون فقال: "إنما هلك من كان قبلكم بهذا ، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض ، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا ، فلا تكذبوا بعضه ببعض فما علمتم منه فقولوا وما جهلتم فكلوه إلى عالمه ".
( المصنف11/216-217 ح20367 ) ، وأخرجه احمد( المسند ح6741 )عن عبد الرزاق به ، وصححه محققه . وقال الألباني:صحيح( صحيح الجامع ح 2370 ) .
يتدارؤون:درأ يدرأ درءا إذا وقع . ( النهاية لابن الأثير2/109 ) .
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس{فأما الذين في قلوبهم زيغ}قال:من أهل الشك .
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال:فيحملون المحكم على المتشابه ، والمتشابه على المحكم ، ويلبسون فلبس الله عليهم .
قال عبد بن حميد:ثنا يونس عن شيبان عن قتادة:{فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله}قال:طلب القوم التأويل فأخطأوا التأويل وأصابوا الفتنة واتبعوا ما تشابه منه فهلكوا بين ذلك .
ويونس هو الأيلي وشيبان وقتادة تقدم ذكرهما في المقدمة وكلهم ثقات وإسناده صحيح .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي في قوله{فيتبعون ما تشابه منه} ، يتبعون المنسوخ والناسخ فيقولون:ما بال هذه الآية عمل بها كذا وكذا مكان هذه الآية ، فتركت الأولى وعمل بهذه الأخرى ؟ هلا كان العمل بهذه الآية قبل ان تجئ الأولى التي نسخت ؟ وما باله يعد العذاب من عمل عملا يعذبه في النار ، وفي مكان آخر:من عمله فإنه لم يوجب النار ؟.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي:{ابتغاء الفتنة}قال:إرادة الشرك . أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد:{ابتغاء الفتنة}قال:الشبهات بها اهلكوا .
قوله تعالى{وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولن آمنا به كل من عند ربنا}
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال:يعني تأويله يوم القيامة إلا الله .
قال الطبري حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال ، حدثنا خالد بن نزار عن نافع ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة قوله{والراسخون في العلم يقولون آمنا به}قالت:كان من رسوخهم في العلم ان آمنوا بمحكمه ومتشابهه ، ولم يعلموا تأويله .
وسنده حسن .
قال الطبري حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، أخبرني ابن أبي الزناد قال ،قال هشام بن عروة:كان أبي يقول في هذه الآية{وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم}ان الراسخين في العلم لا يعلمون تأويله ، ولكنهم يقولون{آمنا به كل من عند ربنا} .
وسنده حسن .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد عن ابن عباس أنه قال:أنا ممن يعلم تأويله .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن قتادة قوله:{وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم}قالوا:{كل من عند ربنا}آمنوا بمتشابهه ، وعملوا بمحكمه .