قوله تعالى:{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات} [ آل عمران: 7] .
إن قلتَ: كيف قال ذلك و "مِنْ "للتبعيض ،وقال في هود:{كتاب أُحكمت آياته} [ هود: 1] وهو يقتضي إحكام آياته كلها ؟
قلتُ: المراد ب"المحكمات "هنا النّاسخات ،أو العقليّات ،أو ما ظهر معناها .
كما أن المراد ب"المتشابهات "المنسوخات ،أو الشرعيات ،أو ما كان في معناها غموض ودقّة .
والمراد بقوله:{أُحكمت آياته} أن جميع القرآن صحيح ثابت ،مصون عن الخلل والزّلل .
ولا تنافي بين"متشابهات "وقوله:{والرّمان متشابها}({[90]} ) إذ المراد ب"متشابهات "ما مرّ ..وب"متشابهاً "أنه يشبه بعضه بعضا في الصِّحة ،وعدم التناقض ،وتأييد بعضه لبعض .