قوله تعالى: ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )
قال الشيخ الشنقيطي: أقسم تعالى في هذه الآية الكريمة المقدسة ،أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور ،ثم ينقاد لما حكم به ظاهرا وباطنا ويسلمه تسليما كليا من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة ،وبين في آية أخرى أن قول المؤمنين محصور في هذا التسليم الكلي ،والانقياد التام ظاهرا وباطنا لما حكم صلى الله عليه وسلم وهي قوله تعالى: ( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا ) الآية .
قال مسلم: حدثنا قتيبة بن سعيد .حدثنا ليث .ح وحدثنا محمد بن رمح . أخبرنا الليث عن ابن شهاب ،عن عروة بن الزبير ،أن عبد الله بن الزبير حدثه ، أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقون بها النخل .فقال الأنصاري: سرح الماء يمر .فأبى عليهم .فاختصموا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير:"اسق .يا زبير !ثم أرسل الماء إلى جارك".فغضب الأنصاري .فقال: يا رسول الله!أن كان ابن عمتك!فتلون وجه نبي الله صلى الله عليه وسلم ،ثم قال: يا زبير اسق .ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر » ؟.فقال الزبير: والله!إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ) .
( الصحيح4/1829-1830ح2357- ك الفضائل ،ب وجوب إتباعه صلى الله عليه وسلم ) ،وأخرجه البخاري ( الصحيح 5/34ح2359 - ك الشرب ،ب سكر الأنهار ) .
أخرج آدم بسنده الصحيح عن مجاهد ،قوله ( ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ) قال: شكا .