قوله تعالى:{ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح ..}
قال أحمد: حدثنا سريج بن النعمان حدثنا هشيم عن أبي بشير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليس الخير كالمعاينة ،إن الله عز وجل أخبر موسى بما صنع قومه في العجل فلم يلق الألواح ،فلما عاين ما صنعوا ألقى الألواح فانكسرت ) .
"المسند 1/271 "،وأخرجه ابن حبان في صحيحه"الإحسان 14/96 ح6213 "من طريق الحسن بن سفيان .والحاكم"المستدرك 2/321 "من طريق العباس بن محمد الدوري ،كلاهما عن سريج بن النعمان به ،وليس عندهما قوله:"فانكسرت ".قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ،ووافقه الذهبي ،وعزاه الهيثمي لأحمد والبزار والطبراني في"الأوسط "،ثم قال: رجاله رجال الصحيح"المجمع 1/153 "،وصححه ابن حبان .وأخرجه ابن أبي حاتم"التفسير – الأعراف/150 – ح 1004 "،وابن حبان"الإحسان ح6214 "،والحاكم"المستدرك 2/380 "من طرق ،عن أبي عوانة ،عن سعيد بن جبير بنحوه .قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ،ووافقه الذهبي وصححه الألباني في"تخريج أحاديث المشكاة ح5738 ".
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي:{أسفا} قال: حزينا .
قوله تعالى:{وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين}
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى:{وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني} الآية .أشار تعالى في هذه الآية الكريمة إلى ما اعتذر به نبي الله هارون لأخيه موسى عما وجهه إليه من اللوم ،وأوضحه في"طه "بقوله{قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي} وصرح الله تعالى ببراءته بقوله{ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} .
أخرج الطبري بسند صحيح عن عكرمة عن ابن عباس: قال لما رجع موسى إلى قومه ،وكان قريبا منهم ،سمع أصواتهم ،فقال: إني أسمع أصوات قوم لاهين: فلما عاينهم وقد عكفوا على العجل ،ألقى الألواح فكسرها ،وأخذ برأس أخيه يجرّه إليه .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد{ولا تجعلني مع القوم الظالمين} قال: أصحاب العجل .
وانظر قصة السامري الذي صنع من حليهم عجلا له خوار ،في سورة طه آية ( 78 – 98 ) .