قوله تعالى:{يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة}
قال البخاري: حدثنا عمرو بن علي ،حدثنا يحيى ،حدثنا سفيان قال: حدثني منصور ،عن مجاهد ، عن طاوس ،عن ابن عباس رضي الله عنهما ،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح: ( لا هجرة بعد الفتح ،ولكن جهاد ونية ،وإذا استنفرتم فانفروا ) .
[ الصحيح 6/45 ح 2825 – ك الجهاد والسير ،ب وجوب النفير ...] ،وأيضا في [ 6/219 – ك الجهاد والسير ،ب لا هجرة بعد الفتح] .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد:{ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض} أمروا بغزوة تبوك بعد الفتح ،وبعد الطائف ،وبعد حنين ،أمروا بالنفير في الصيف ،حين خرفت النخل ،وطابت الثمار ،واشتهوا الظلال ،وشق عليهم المخرج .
قوله تعالى:{فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل}
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،حدثنا عبد الله بن إدريس .ح وحدثنا ابن نمير ،حدثنا أبي ومحمد بن بشر .ح وحدثنا يحيى بن يحيى ،أخبرنا موسى بن أعين .ح وحدثني محمد بن رافع ،حدثنا أبو أسامة ،كلهم عن إسماعيل ابن أبي خالد .ح وحدثني محمد بن حاتم"واللفظ له "،حدثنا يحيى بن سعيد ،حدثنا إسماعيل حدثنا قيس ،قال: سمعت مستوردا أخا بني فهر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه – وأشار يحيى بالسبابة – في اليم فلينظر بم ترجع ؟) .
[ الصحيح 4/2193 ح 2858 – ك الجنة وصفة نعيمها وأهلها ،ب فناء الدنيا ...] .
قال مسلم: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب ،حدثنا سليمان ( يعني ابن بلال ) ،عن جعفر ،عن أبيه ،عن جابر بن عبد الله ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالسوق داخلا من بعض العالية ،والناس كنفته ،فمر بجدي أسك ميت ،فتناوله فأخذ بأذنه ثم قال: ( أيكم يحب أن هذا له بدرهم ؟) فقالوا: ما نحب أنه لنا بشي ،وما نصنع به ؟قال: ( أتحبون أنه لكم ؟) قالوا: والله لو كان حيا ،كان عيبا فيه ،لأنه أسك ،فكيف وهو ميت ؟فقال: ( فو الله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم ) .
[ الصحيح 4/2272 ح 2957 – ك الزهد والرقائق] .
انظر حديث ابن ماجة عن ابن مسعود الآتي عند الآية ( 4 ) من سورة الضحى .