قوله تعالى{فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم}
قال البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد المسندي ،قال: حدثنا أبو روح الحرمي بن عمارة قال: حدثنا شعبة ،عن واقد بن محمد قال: سمعت أبي يحدث عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ،وأن محمدا رسول الله ،ويقيموا الصلاة ،ويؤتوا الزكاة .فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ،وحسابهم على الله ) .
[ الصحيح 1/95 ح 25 – ك الإيمان ،ب{فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}] ،وأخرجه مسلم في [ الصحيح 1/53 ح 22 – الإيمان ،ب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله] .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة:{فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} حتى آخر الآية .وكان قتادة يقول: خلوا سبيل من أمركم الله أن تخلوا سبيله ،فإنما الناس ثلاثة رهط مسلم عليه الزكاة ،ومشرك عليه الجزية ،وصاحب حرب يأمن بتجارته في المسلمين إذا أعطى عشور ماله .
قال ابن كثير: وقوله{فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} أي: من الأرض وهذا عام ،والمشهور تخصيصه بتحريم القتال في الحرم بقوله:{ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم} البقرة آية ( 191 ) .
وانظر سورة البقرة آية ( 196 ) لبيان معنى الحصر .