قوله تعالى:{إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين}
قال الشيخ الشنقيطي: يفهم من مفهوم هذه الآية: أن المشركين إذا نقضوا العهد جاز قتالهم ،ونظير ذلك أيضا ،قوله تعالى{فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم} وهذا المفهوم في الآيتين صرح به جل وعلا في قوله{وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون} .
قال البخاري: حدثنا قيس بن حفص ،حدثنا عبد الواحد ،حدثنا الحسن ،حدثنا مجاهد ،عن عبد الله بن عمرو ،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة الجنة ،وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما ) .
( الصحيح ح 6914 – ك الديات ،ب إثم من قتل ذميا بغير جرم ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي:{فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم} يقول: إلى أجلهم .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله:{إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا} الآية ،قال: هم مشركو قريش ،الذين عاهدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية ،وكان بقي من مدتهم أربعة أشهر بعد يوم النحر .فأمر الله نبيه أن يوفي لهم بعهدهم إلى مدتهم ،ومن لا عهد له إلى انسلاخ المحرم ،ونبذ إلى كل ذي عهد عهده ،وأمره بقتالهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ،وأن محمدا رسول الله ،وأن لا يقبل منهم إلا ذلك .
انظر تفسير الآية ( 2 ) من سورة البقرة في بيان المتقين .