لم ينقصوكم شيئا: لم يخلّوا في شروط المعاهدة .
ولم يظاهروا عليكم: لم يعاونوا أحداً عليكم .
أما من عاهدتم من المشركين ،فحافَظوا على عهودكم ولم يُخِلّوا بشيء منها ،ولم يُعِينوا عليكم أحداً ،فأوفوا لهم عهدهم إلى نهايته واحترِموه{إِنَّ الله يُحِبُّ المتقين} الذين يحافظون على عهودهم .
وفي هذه الآية دليلٌ على أن الوفاء بالعهد من فرائض الإسلام ما دام العهدُ معقودا وتصريحٌ بأن العهد المؤقت لا يجوز نقضُه إلا بانتهاء وقته ،هذا إذا حافظ العدو المعاهد على ذلك العهد ،فإن نقض شيئا منه اعتُبر ناقضاً كما قال تعالى{ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً} .
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: بعثني أبو بكر في تلك الحَجَّة في مؤذِّنِين بعثَهم يوم النحر يؤذنون بِمِنَى: أن لا يحُجّ بعد العام مُشرِك ،ولا يطوفَ بالبيت عُريان ،ثم أردف بعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وأمره أن يؤذن ببراءة ،يعني يتلوها على الناس .