قوله:{فذالكم الله ربكم الحق} هذا الذي يفعل ما بيناه فهو الرزاق من السماء والأرض ،وواهب السمع والبصر ،ومخرج الحي من الميت ،والميت من الحي ،ومدبر المر كله في العالمين ،لهو الله ربكم الحق الذي لا شك فيه ،والذي لا إله غيره .وما من إله مزعوم غيره إلا الافتراء والباطل .لذلك قال:{فماذا بعد الحق إلا الضلال} فأي شيء سوى الحق إلا الضلال ؟وهل من شيء غير الحق إلا الباطل ؟.
قال الرازي في هذا الصدد: إذ ثبت أن هذا هو الحق ،وجب أن يكون ما سواه ضلالا ؛لأن النقيضين يمتنع أن يكونا حقين وأن يكونا باطلين .فإذا كانا أحدهما حقا ،وجب أن يكون ما سواه باطلا{[1976]} .
قوله:{فأنى تصرفون} أي كيف تصرفون عن عبادة الله الخالق الرازق المحيي المميت المدبر ،إلى عبادة أوثان جامدة لا تسمع ولا تبصر ولا تغني عنكم شيئا ؟