{تُصْرَفُونَ}: تعدلون عن الحق .
{فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ} الذي يوحي بالقدرة المطلقة المتمثّلة في خلق السماوات والأرض وإنزال الرزق منهما وخلق السمع والأبصار ،وإخراج الميت من الحي ،والحيّ من الميّت ،فذلك هو الذي يؤكد خصائص الربوبيّة الحقيقية فيه ويبعدها عن غيره ،لأن غيره لا يملك شيئاً من ذلك ،بل هو العجز المطلق عن كل شيءٍ إلا من خلال إرادة الله .
{فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ} لأنه يمثل الخط الواحد الذي لا التواء فيه ولا انحراف ،فلا بديل عنه إلا الضلال والتخبط في متاهات الضياع التي تتشابه فيها المسالك والدروب والآفاق ،دون أن تترك أيّة علامة تدلّ على الغاية المبتغاة .وليس معنى ذلك أن الإنسان لا يملك صورة تخيِّل له أنها الحق ،بل إنه لا يرتكز على قاعدةٍ ثابتةٍ في ما يفرّق فيه بين الحق والباطل{فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} أي تعدلون عن الحق ،وهو التوحيد ،إلى غيره ،وهو الشرك .