القول في تأويل قوله تعالى:فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32)
قال أبو جعفر:يقول تعالى ذكره لخلقه:أيها الناس، فهذا الذي يفعل هذه الأفعال، فيرزقكم من السماء والأرض ، ويملك السمع والأبصار، ويخرج الحي من الميت والميت من الحي، ويدبر الأمر;، (الله ربُّكم الحق) ، لا شك فيه، ( فماذا بعد الحق إلا الضلال) ، يقول:فأي شيء سوى الحق إلا الضلال ، وهو الجور عن قصد السبيل؟ (51)
يقول:فإذا كان الحقُّ هو ذا، فادعاؤكم غيره إلهًا وربًّا، هو الضلال والذهاب عن الحق لا شك فيه ، (فأنى تصرفون) ، يقول:فأيّ وجه عن الهدى والحق تُصرفون ، وسواهما تسلكون ، وأنتم مقرُّون بأن الذي تُصْرَفون عنه هو الحق؟ (52)
-------------------
الهوامش:
(51) انظر تفسير "الضلال "فيما سلف من فهارس اللغة ( ضلل ) .
(52) انظر تفسير "الصرف "فيما سلف 14:582 ، تعليق:1 ، والمراجع هناك .