قوله تعالى:{ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين}{يؤمن} ،فعل يصلح للحال والمستقبل .والمراد به هنا المستقبل ؛أي أن من هؤلاء المشركين من يصدق بهذا القرآن في المستقبل ؛وذلك بأن يتوب عن كفره ليدخل في حومة الإيمان واليقين .ومنهم من يبقى مصرا على كفره وجحوده حتى يموت كأبي طلب وأبي لهب وغيرهما من أئمة الشرك .
وقيل: إن ذلك عام في جميع الكافرين ؛فإن الله تعالى يعلم في الأزل أن في الكافرين من سيفيء إلى دين الله وإلى عقيدة التوحيد ليحشر يوم القيامة في زمرة المؤمنين والمتقين .ويعلم أن فيهم من يظل ساردا في ضلاله وعصيانه ليفضي بعد ذلك إلى الموت وهو كافر خاسر .
قوله:{وربك أعلم بالمفسدين} ذلك تهديد من الله للمشركين الضالين ؛إذ يبين لهم الله أنه عليم بالمعاندين المصرين على الفكر والجحود ؛فسوف يجازيهم بأعمالهم وفسادهم .