{وَمِنهُمْ مَّن يُؤْمِنُ بِهِ} من موقع تفكير ورويّةٍ ،فيؤدّي به ذلك إلى الإيمان{وَمِنْهُمْ مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ} عناداً وجحوداً من دون أساس ،بل كل ما هناك أنهم يحافظون على امتيازاتهم الذاتية أو الاجتماعية أو المالية التي يخافون أن يفقدوها من خلال حركة الإيمان{وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ} الذين يفسدون حياة الناس ،في ما يقودونهم إليه من انحراف في التصوّر ،وغموضٍ في الرؤية ،وابتعادٍ عن وعي قضيّة الإيمان ،فإن ذلك هو أوّل منطلقات الفساد ،لأنه يبدأ فكرةً في الذهن ،وعاطفةً في الشعور ،وحركةً في الوهم والخيال ،فيتحوّل إلى موقفٍ منحرف في السلوك والعلاقات .وبهذا نفهم أن موضوع المفسدين لا يقتصر على الذين يفسدون الحياة بالعمل ،بل هم الذين يفسدونها بالتصوّر المنحرف ،بالإضافة إلى السلوك الضال .