قوله تعالى:{إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون 7 أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون} يرجون يعني يخافون ،أو يطمعون .فالذين لا يرجون لقاء الله هم الذين لا يخافون عقابه ولا يرجون ثوابه ؛لأنهم غير مؤمنين بالآخرة{ورضوا بالحياة الدنيا} أي رضوا بها عوضا عن الآخرة .وهو ما يشير إلى استغراقهم في طلب اللذات واتباع الغرائز والشهوات .
قوله:{واطمأنوا بها} أي ركنوا إلى الحياة الدنيا ووجدوا فيها سكينتهم ومستقرهم .لا جرم أن هذه صفة الأشقياء الخاسرين من الناس الذين يستشعرون السعادة الكاملة بما تحصل لهم من طيبات الدنيا وزينتها وهم لاهون في الشهوات والسفاسف ،ساهون عن الدار الآخرة سهو الخاسرين الشاردين الذين ألهتهم منافعهم وشهواتهم عن طاعة الله وعن التفكر في آياته في الخلق ،وما بث من دلائل واضحة وبينات ظاهرة بلجة .