قوله تعالى:{ولو شاء ربك لأمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين 99 وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يؤمنون}{كلهم} ،توكيد .{جميعا} حال منصوب .والمعنى: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص أشد الحرص على أن يؤمن جميع الناس فيتابعوه على الهدى والإسلام ،فأخبره الله أنه يؤمن من الناس إلا من سبقا له السعادة في الذكر الأول .ولا يضل إلا من سبق له من الله الشقاء في الذكر الأول .
وقيل: شاء الله أن يؤمن به من علم منه في الأزل أنه مختار للإيمان به .وكذلك شاء الله أن يكفر به من علم منه في الأزل أنه مختار للكفر .
وقالت المعتزلة: المراد بالمشيئة: مشيئة القسر والإلجاء ؛أي لو خلق فيهم الإيمان جبرا لآمنوا ؛لكنه شاء أن يؤمنوا اختبارا فلم يؤمنوا .
قوله:{أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين} الاستفهام للنفي ؛أي لا تملك أنت يا محمد أن تكره الناس على الإيمان ؛لأن ذلك إنما يكون بالتصديق والإقرار ،ولا يمكن الإكراه على التصديق ؛أفأنت لست إلا مبلغا ،وما عليك بعد ذلك إلا أن تصدع بما يؤمر وأن تعرض عن المشركين .