وقوله تعالى:
[ 99]{ ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين 99} .
{ ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم} أي بحيث لا يشذ عنهم أحد{ جميعا} أي مجتمعين على الإيمان ،لا يختلفون فيه .أي:لكنه لا يشاؤه لمخالفته للحكمة التي بنى عليها أساس التكوين والتشريع{ أفأنت تكره الناس} أي على ما لم يشأ الله منهم{ حتى يكونوا مؤمنين} أي ليس ذلك عليك ،ولا إليك ،كقوله تعالى{[4790]}:{ ليس / عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء} .وفيه تسلية له صلى الله عليه وسلم .وترويح لقلبه مما كان يحرص عليه إيمانهم ،كقوله تعالى{[4791]}:{ لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين}{ فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات}{[4792]} ولذا قال تعالى:{ وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون} .