{وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} لأن الله قادر على أن يخلق الإيمان في نفس الإنسان ،كما هو قادر على خلقه وإيجاده من عدم ،ولكن الله لم يشأ ذلك ،بل جعل الإيمان خاضعاً لإِرادة الإنسان واختياره ،من خلال المؤثرات التي تدفعه إلى ذلك ،وفي مقدمتها الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة الواضحة .فلماذا تتعقديا محمدمن كفر هؤلاء الذين يرفضون الاستجابة لندائك في دعوتك ،ولماذا تواجه المسألة بطريقةٍ أخرى تحاول أن تفرض نفسها على الآخرين من موقع الضغط والإِكراه ،في الوقت الذي لا تملك إلى ذلك سبيلاً ؟{أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} وهذا استفهامٌ إنكاريٌّ يحمل معنى النفي ،إذ لا مجال للإكراه ،فالفكر لا يخضع لكل أدوات الضغط ،لأنه يعيش حريته من موقع تكوينه الحرّ ،ولذلك فلا بد من التأمّل والتفكير ليعرف الإنسان ماذا يأخذ وماذا يدع من ذلك كله