قوله:{إلا من رحم ربك} وهم أصحاب الحنيفية القائمة على التوحيد الخالص لله المجانبين لكل ألوان الوثنية والشرك .أولئك قد رحمهم الله بالإيمان والهدى ؛فهو غير مختلفين ولا مقترفين أديانا شتى ؛بل هم على دين حقيقي واحد بني على عقيدة الإيمان بالله الواحد الكبير القهار ،وما دون ذلك من ملل ومذاهب فليس إلا الشرك والضلال .
قوله:{ولذالك خلقهم} الإشارة للاختلاف ؛أي خلقهم الله ليصيروا إلى ما سيصيرون إليه من اختلاف في الملة أو اتفاق .وقيل: خلقهم لرحمة .
قوله:{وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين} تمام كلمة الله يعني ثباتها واستقرارها فلا تقبل التغيير والتبديل .وذلك إخبار من الله أنه قد سبق في علمه الأزلي وحكمته النافذة أن من عباده من يستحق الجنة فهو ميسر لها ،ومنهم من يستحق النار فهو مسير لها كذلك .فكلتا الجنة والنار ممتلئة بالثقلين من الجن والأنس ،ولله في ذلك الحجة البالغة والحكمة النافذة العليا .