قوله:{مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع} ثمة فريقان وهما: فريق الشقاء ،وفريق السعادة ،ففريق الشقاء مثله كالأعمى الذي لا يبصر النور ،والأصم الذي لا يسمع الموعظة وحسن الكلام .وأما فريق السعادة فمثله كالبصير الذي يرى الحق والهداية النور ،والسميع الذي يسمع النصح والإرشاد والصواب .فالكافر ضال سادر في الكفر والباطل ،كأنهما هو أعمى لا يرى حقا ولا صوابا ،وكأنما هو أصم فلا يسمع من معاني الخير والهداية شيئا .أما المؤمن: فإنه بصير يرى الهداية والنور ،وهو كذلك سميع ،يسمع كلام الله فيخشع قلبه ويخبت إلى الله خاضعا منيبا .
قوله:{هل يستويان مثلا أفلا تذكرون} أي هل يستوي الفريقان{مثلا} منصوب على التمييز ومثلا يعني تشبيها أو صفة أو حالا{أفلا تذكرون} الاستفهام لإنكار عدم التذكر .يعني: أفلا تتفكرون وتعبرون بضرب هذه الأمثال والتأمل فيها لتستيقنوا مبلغ الاختلاف بين الفريقين المتباينين فتتعظوا وتزدجروا ؟!{[2074]}