{ مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون 24} .
المثل هو الحال والشأن ، الفريقان فريق من ضل وغوى فكان في السعير ، ومن آمن واهتدى وعمل صالحا واطمأن إلى حكم ربه فكان في الجنة ، فجعل فريق الغاوية كالأعمى الذي لا يبصر والأصم الذي لا يسمع ، وفريق الهداية كالبصير الذي أوتي حدة في البصر حتى كان بصيرا يرى الأشياء والحقائق ، والسميع الذي أرهف سمعه حتى صار يسمع دبيب النمل .
{ هل يستويان} ؟ هذا استفهام إنكاري بمعنى إنكار الوقوع ، أي لا يستويان مثلا أي حالا وشأنا ، بل يفترقان ويكونان بما يتفق مع حال كل منهما ، فالأعمى الذي لا يرى حتى يعرف الطريق ، والأصم الذي لا يسمع الهادي الذي يرشده فهو يتردى في المهاوي غير رشيد ولا مسترشد ، والبصير الذي يرى أعلام سبيل الله تعالى وهو السميع الذي يسمع المرشد الهادي إلى سواءالسبيل لا بد أن يسلك الطريق الأقوم ، فلا يستويان في الابتداء والانتهاء ، ففريق في الجنة ، وفريق في السعير .
والتشبيه فيه تخريجان:
التشبيه الأول:تشبيه الكافر بالأعمى الأصم الذي لا يرى الطريق ولا يسمع من يهديه ، والمؤمن بالبصيرالسميع الذي يهتدي ببصره وبإرشاده وقد وضحناه .
والتشبيه الثاني:تشبيه الكافر بالأعمى في عدم إدراكه ، وبالأصم في عدم الإصغاء للهداية والمؤدي فيهما واحد ، ولقد قال تعالى:{ وما يستوي الأعمى والبصير 19 ولا الظلمات ولا النور20 ولا الظل ولا الحرور 21 وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور 22}( فاطر ) .
ختم الله الآية الكريمة موجها القول للناس{ أفلا تذكرون} ،( الفاء ) لترتيب ما بعدها على ما قبلها وأخرت عن تقديم؛ لأن الاستفهام له الصدارة ، والاستفهام للتنبيه والتحريض على التذكر والاعتبار وإن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار .
القصص الحق
قال تعالى: