قوله:{ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه} أي طفق نوح يصنع السفينة كما أمره الله وعرفه بكيفية صنعها ،وكان كلما مر عليه جماعة من قومه المجرمين الجاحدين وهو يصنع السفينة استهزءوا به ومن عمله في صنع السفينة التي لم يشاهدوا قبلها سفينة أخرى ،فعجبوا ساخرين مما سمعوه عن هذا المصنوع الذي سوف يطفوا على سطح الماء .فكانوا بذلك يتضاحكون ويستسخرون لما رأوه ويقولون لنوح: أتحولت نجارا بعد أن كنت نبيا ؟وكان نوح يرد عليهم وهو ثابت العزم ،مطمئن القلب ،واثق من أمر ربه ومن نصره الذي يصير إليه المؤمنون المخلصون الصابرون{إن تخسروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون} أي إن تهزءوا بنا من أجل بناء السفينة ،فلسوف نهزأ بكم مستقبلا وأنتم يأتي عليكم الطوفان والغرق .