/م36
{ ويصنع الفلك} أي وطفق يصنع الفلك كما أمر{ وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه} استهزءوا وضحكوا منه وتنادروا عليه لحسبانهم أنه مصاب بالهوس والجنون ، يقال سخر من فلان وسخر به [ كتعب] أي اتخذه سخريا [ بضم السين وكسرها] يهزأ به .وروي أنهم كانوا يسألونه عما يصنع فيجيبهم أنه يصنع بيتا يجري على الماء ، ولم يكن هذا معروفا ولا متصورا ، وقل أن يسبق أحد أهل عصره بما هو فوق عقولهم ومداركهم من قول أو عمل إلا سخروا منه قبل أن يتم له النجاح فيه{ قال إن تسخروا منا} قال مجيبا لكل منهم عن هذا السؤال:إن تسخروا منا وتستجهلوننا اليوم لرؤيتكم منا ما لا تتصورون له فائدة .
{ فإنا نسخر منكم كما تسخرون} منا جزاء وفاقا ، نسخر منكم اليوم لجهلكم ، وغدا لما يحل عليكم ، فإن كنتم لا تعلمون اليوم بما نعمل وبما سيكون من عاقبة عملنا .
/خ49