قوله:{فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن} استجاب الله ليوسف دعاءه وعصمه من الوقوع في الفاحشة ،ودفع عنه كيد النساء أي مكرهن وفتنتهن .
والسعيد من عصمة الله ونجاه من الموبقات ودفع عنه المفاسد والفتن على اختلافها وتعدد صورها ؛فغن الفتن إذا طوقت قلب الإنسان كادت تودي به في الغالب إلى الخسران والمهالك سواء في ذلك فتنة المال ،أو فتنة النساء ،أو فتنة المناصب .لا جرم أن هذه فتن شديدة وعاصفة وغلابة .وهي بذلك تعصف بإرادة الإنسان لتذره أسير الشهوات والملذات والأهواء فلا يملك أمامها إلا الخنوع والاستسلام ما لم يتداركه الله بلطفه ورحمته فينجو من السقوط في الخسران .
قوله:{إنه هو السميع العليم} الله سميع لدعاء من يلتجيء إليه من عبادة المؤمنين الذين تنزل بهم البلايا أو تصبيهم المحن فيجأرون إله بالدعاء والتضرع وهو سبحانه عليم بمقاصد الناس ومطالبهم وحاجاتهم وما يصلح لهم{[2237]} .