صرف الكيد
وهكذا أفاض الله عليه من رحمته ولطفه ورعايته ،فاستطاع أن يتخلّص من كيدهن ،بالموقف القويّ ،والإرادة الصلبة ،والإيمان المنفتح ،فلم يستجب لكل ما أحاطته به تلك المرأة من إغراء يخاطب فيه مشاعر الغريزة ،وأحاسيس الشهوة ،ولم يخضع لكل الضغوط التي تحاصر حريته ،وتهدّده بالسجن وبغيره من وسائل التعذيب .
{فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ} الذي يستجيب لكل عبدٍ مخلص يدعوه ،بكل خشوعٍ وخضوعٍ ،لينقذه من البلاء ويعصمه من السقوط في وهدة الانحراف ،{فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ} بتثبيت موقفه على خط العفّة والصدق والإيمان ،وتهيئة الظروف التي تضغط عليهن وتمنعهن من احتواء مقاومته ،بالأساليب المتنوعة الساحرة ،{إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} الذي يسمع دعاء عباده ويعلم ما في داخلهم من صدق الشعور ،ونقاء الروح ،والرغبة في الالتزام